تقلبات في أسعار النفط بفعل مخاوف من ضعف الطلب

شهدت أسعار النفط يوم الإثنين تقلبات ملحوظة بعد الارتفاع الذي شهدته يوم الجمعة الماضي، حيث عمت حالة من عدم اليقين في ظل تجدد المخاوف من ضعف الطلب العالمي على النفط. وقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 8 سنتات إلى 81.35 دولار للبرميل، وهو تراجع جاء بعد خسائر أولية قدرها دولار واحد تقريبًا في بداية التداولات.

من جهة أخرى، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس إلى 77.11 دولار، مسجلة تراجعًا بلغت 6 سنتات.

تأتي هذه التقلبات في ظل تركيز المستثمرين على تباطؤ الطلب في اقتصاديات كبيرة مثل الولايات المتحدة والصين. وفي هذا السياق، قال هيريوكي كيكوكاوا، رئيس “إن إس تريدينج”، إن المستثمرين يظلون حذرين ويعيدون التقييم بناءً على تلك المخاوف، وخاصة في ظل تباين الآفاق الاقتصادية الناجمة عن تصريحات من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط قد شهدت ارتفاعًا يوم الجمعة الماضي بنسبة تقارب 2%، وذلك بفعل قرار العراق بالتصويت لصالح خفض إنتاج منظمة “أوبك بلس”. ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع لم يحمل الثبات، حيث خسرت أسعار النفط حوالي 4% خلال الأسبوع، مسجلة بذلك ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ مايو.

يشير الخبراء إلى أن المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط تعززت، خاصةً مع تصاعد المخاوف حول تأثير التحركات الجيوسياسية، مثل الصراع بين إسرائيل وحماس، الذي لم يعد يمثل عاملًا رئيسيًا يؤثر على أسعار النفط.

وفي سياق متصل، أشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي إلى أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيشهد زيادة طفيفة، وهو أمر يتنافى مع التوقعات السابقة. وفي الوقت نفسه، توقعت الإدارة أن يشهد استهلاك البنزين انخفاضًا للفرد الواحد، ليصل إلى أدنى مستوياته في عقدين.

يرى طوني سيكامور، محلل الأسواق في “آي جي”، أن تصاعد التصريحات الحادة من قبل المسؤولين في الفيدرالي الأمريكي ليس بالأمر الذي سيُرحب به بالضرورة في أسواق النفط. ويضيف كيكوكاوا أن التحديات الرئيسية لاستقرار أسعار النفط تظل تتمثل في تباطؤ الطلب العالمي، وهو ما يحد من التفاؤل في أسواق النفط.

من الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية وروسيا، أكبر مصدري النفط في العالم، أكدوا الأسبوع الماضي استعدادهم للاستمرار في خفض الإنتاج التطوعي حتى نهاية العام. يأتي هذا القرار في ظل استمرار المخاوف من تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي وتباطؤ النمو.

ترشيحات

السعودية في مقدمة 5 دول عربية تُصدر النفط إلى أمريكا

8.5 مليار دولار صادرات السعودية غير النفطية إلى القارة الأفريقية

2 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *