أسعار الدولار: يواصل الدولار الأمريكي انخفاضه وسجل أكبر تراجع له منذ يوليو/تموز الأسبوع الماضي، وذلك عقب خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لهجته المتشددة وظهور علامات على الضعف والتراجع في البيانات الاقتصادية الأمريكية. هذا التراجع في قيمة الدولار أدى إلى ارتفاع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.0756 دولار، وهو أدنى مستوى له في سبعة أسابيع ونصف. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الأسواق العالمية أسبوعًا قويًا في الأسبوع الماضي مع تصاعد التوقعات بانتهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي من دورته لرفع أسعار الفائدة. وعلى الرغم من بعض التقلبات في أسعار الدولار، إلا أنه لا يزال مستقرًا نسبيًا، ولكن تبقى التوقعات متقلبة في ضوء التحسن المحتمل في منطقة اليورو والصين.
تراجع أسعار الدولار بنسبة 0.2%
أسعار الدولار تراجعت بنسبة 0.2% إلى 104.85، وهو أدنى مستوى له منذ ستة أسابيع ونصف، بعد انخفاضه بنسبة 1.4% الأسبوع الماضي.
بالنسبة للعملة الأوروبية، ارتفع اليورو بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.0756 دولار، وهو أدنى مستوى له في سبعة أسابيع ونصف.
وشهدت الأسواق العالمية أقوى أسبوع لها هذا العام الأسبوع الماضي، حيث تزايدت توقعات أن الفيدرالي سينهي دورة رفع أسعار الفائدة. وساهمت أيضًا بيانات سلبية مثل ضعف بيانات الوظائف الأمريكية وانخفاض بيانات التصنيع في تراجع عوائد سندات الخزانة الطويلة الأجل، مما أثر سلبًا على الدولار.
تعليقًا على هذا التطور، قالت تينا تينج، محللة الأسواق لدى “سي إم سي ماركتس”، إن الأخبار السيئة غالبًا ما تكون جيدة في عالم الاقتصاد والتمويل. وأشارت إلى أن هناك توقعات بأن الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى قد تنهي قريبًا دورة رفع أسعار الفائدة، مما دفع الأسواق للاستمرار في ارتفاعها.
من ناحية أخرى، يروى داين سيكوف، كبير استراتيجي سعر الصرف لدى “نورديا”، أن التحركات التي شهدتها أسعار الدولار الأسبوع الماضي كانت مبالغًا فيها نسبيًا، حيث كانت بيانات الوظائف متباينة. ويتوقع سيكوف تراجع الدولار على المدى القصير، ولكن يشير إلى أن اليورو-الدولار يجب أن يحظى بدعم إضافي ليستمر في الارتفاع.
بشكل عام، يجدر بالذكر أن استدامة الموجة الهبوطية لأسعار للدولار قد تتوقف على التحسن في منطقة اليورو والصين. وقد ساهمت بيانات الاقتصاد الأوروبية الإيجابية وتحسن التوقعات الصينية في دعم العملات البديلة مثل الإسترليني والدولار الأسترالي، مما أدى إلى ارتفاعها وارتداد الين الياباني من مستوى 150 للدولار. وعلى الجانب الآخر، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بسبب البيانات السلبية وتصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول عن المخاطر المتوازنة. وقد قامت الحكومة الأمريكية بخفض تقديرات إعادة التمويل للربع الجاري وأعلنت زيادة أقل من المتوقع في مزادات السندات الطويلة الأجل. وكان لهذه الأحداث تأثير سلبي على الدولار، مما أدى إلى تراجعه.
تظل الأسواق العالمية عرضة للتقلبات والتحسن والتراجع بناءً على التطورات الاقتصادية والمالية والسياسية. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتفاقم تحديات الاقتصاد العالمي بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، يجب على المستثمرين مراقبة الأحداث بعناية والتحسب للمخاطر المحتملة في استراتيجياتهم.
ترشيحات